الاثنين، 8 سبتمبر 2008

لعل صرخة القلم تشق صدر صمت الأمة الخرساء








بسم الله الرحمن الرحيم

هذه صرخة أطلقت لقلمي فيها العنان

ليشق بصوته صدر صمت الأمة الخرساء

.
.
.
.
.


في ظلام ليلة الظلم الكئيب.....بين صرخات الضحايا والنحيب

بين أعراض الفتايا المستباحة...... بين أشلاء الوطن الباقية....جلست جهاد في الخندق باكيه

ضاقت بدخان القذف واللهيب..في حرقة تئن المسكينة بصمت ذليل....قالت وقد سخت دموعها..:

أخي سيموت...فلا مرضعه...إستشهدت أمي و الأب في الحرب يغيب

والجد لا حراك له....فقد ساقيه في ساحة الحرب الرهيب

والطفل يبكي...مزق الجوع أحشاءه....أصابه المرض وما من طبيب

وضعت جهاد أخيها في حجر جدها قائلة...:

سأخرج يا جد أبحث عن طعامآ لأخي حبيب.....راعِهِ يا جدي وحاول....فلن أغيب

وأكثر من دعائك لي بالسلامه...... والنجاة من رصاص الجند والقذف الرهيب

فحمل جدها الطفل قائلا ً..:....إذهبي يا جهاد.... في أمن من الله الرقيب


خرجت جهاد ويالهول ما رأت........

أعراضاً في الشارع تستباح...............أطفالاً ما عدن يرون ليلاً من صباح

جثث عرايا في عرض الطريق....وإمرأة عجوز تبكي ولا مجيب

يا له من مشهد حقآ رهيــــــــــــــب

...إحذري......إحذري.......هكذا سمعت جهاد...........قالت المرأه العجوز.......

إحذري لم يبقى للخونة أمان...............الشارع أصبح مذبحه....ليتك ما جئت في هذا الزمان

قالت جهاد : ...... خرجت أبحث عن طبيب...أو طعاماً لأخي حبيب

الطفل ما ذال رضيعاً.....قتلوا أمي...وأبي للحرب ذهب....وها هو للآن يغيب

والجد لا حراك له...فقد ساقيه في ساحة الحرب الكئيب

وحجارتي يا جدتي في جيبتي....و الله معك ومعي

........لا ...إحذري يا حبيبتي.....ما عادت الحجارة تقي...حتى العجائز يا إبنتي...ذبحن في عرض الطريق

نعم ...فأنا...أنا أبكي إبنتي....إستباحوا عرضها....ثم قتلوا أمامها...طفلتها وإبنها...ثم ذبحوا زوجها

وتركوني أسبح في بركة دماء

......لكن أخي يا جدتي...ما ذال يصرخ في شقاء.....لا الماء يرضيه يا جده....ولست أجد له دواء

إحذري يا إبنتي.. ؛؛؛؛؛؛ ثم تسقط قنبله من عدو ٍ لله من خلف البناء

جدتي...جدتي....لعنة الله على اليهود......جدتي ....جدتي

صرخت جهاد وليت صراخها يجدي...صرخت جهاد بعدما فات الأوان...عاشت الجدة مقهوره وماتت بذل الهوان

وبكت جهاد......صرخت...في الأرض دماً ..وفي السماء دخان..وببطن أخي جوعاً يمزقه...يالقسوة الزمان

ماذا أفعل؟؟؟ بمن أستغيث؟؟؟ بكل دقيقة في الشارع شهيد...أخشي أن أعود للبيت فأجد منهم واحد بيننا

إلهي....وحدك تعلم بحالي.....ساعدني يا رب..مالي سواك مغيث

ثم تسمع جهاد من خلف البناء نداء...إنها إمرأة شابه..ولــــــكن....

قد لا ترى بين ثنايا الحزن على وجهها ملامح إمرأة شابه .. ولا حتى عجوز !!

إلتهم الحزن أنوثتها ...وغير الصراخ صوتها...كانت جالسة على الأرض ودونها أنقاض بيت

وعلى ساقيها الممددتين تنام جثة رجل ملتحي..لكنه ليس كبيراً بالسن

آه يا ويلتي...قتلوا زوجي... وأبي... وإبنتي.أفردوني في حياتي...أفردوني الكفره.... لعنة الله عليهم...هو المنتقم الجبار

جهاد: لك الله يا أم..لك الله

المرأة.. : لي الله وجثة زوجى الذي لطخ الدماء وجهه ولحيته...وجثة أبي دفنوه حياً تحت أنقاض البناء

وطفلتى التى ماتت قبل أن أسمع منها كلمة( أمي) في نداء....يالقسوتهم...قتلوا طفلتي جوعانه

جهاد : جوعانه....؟ جوعااانه...أخي..... حبيب

المرأه : ومن حبيب؟ أبكي فقيدتي وأبي وزوجي وتبكين حبيب......لنا الله يا فتاه

ثم تنخرط المرأة في البكاء.فتهلوس بكلمات تملأها الحسرة والحزن أكثر من حروف تكوينها....ثم قالت .. : من حبيب ؟

فقصت عليها جهاد الحكايه...... وأخي قد دب الجوع بمرض ٍ في أحشائه وما عدت أعرف من أين له بطبيب

المرأة : خذيني إليه يا إبنتي...فقد أعوضه أمه ويعوضني فقيدتي

جهاد : يا ليتكي .... يا ليتكي ..... سيكون ممنوناً لكي

ثم أخذتها جهاد وسارا ذحفاً مستتراً نحو البيت...فقابلا حثة الجده العجوز

جهاد : حذرتني من الموت وقتلوها

المرأة : رحمها الله ورحم زوجى وأبي وإبنتي

جهاد : ورحم أمي وشفى جدي وأخي و أعاد لي أبي من ساحة الحرب الرهيب

ثم وصلا إلى الخندق

جهاد : جدي....جدي....إفتح يا جدي....أين أنت يا جدي؟...

المرأة : إني أرى الباب مفتوحاً يا إبنتي......

جهاد : تـُرى...ماذا جرى؟؟

ثم تدخل المسكينة للخندق فيخرج منه صوت صراخها : لاااااااااا جدي... لاااا ..

فتدخل المرأة في زعر كبير

لترى عجوزاً فقد روحه ويعوم بالدماء.....وتسمع طفلآ يبكي وصراحه ينطق بالشقاء

ولكن أين الطفل صاحب الصوت؟؟؟ أين الطفل ؟؟؟

جهاد : حبيب...أين أنت يا حبيب؟؟

إنه معي يا جهاد....

ثم يظهر أباها من خلف جثة جدها حاملاً حبيب على صدره في جذع رهيب

...وترتمي جهاد في حضنة باكية


السيدة : الطفل....الطفل....أعطني حبيب....أريد أن أرضع حبيب ثم أخذته وتنحت جانبآ لترضعه


وتزوجها أبو جهاد.......ثم للحرب عاد





ولـــــــــــكـــــــــــــن

ما ذال في ساحة الحرب الرهيب......ألف أبا حبيب

وفي الشارع ألف إمرأة عجوز

وفي الخنادق آلاف اليتامى

وبلايين السكالى الباكيات

فإلى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إلى متى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






بقلم .. زهرة الجبل